الاثنين، 26 ديسمبر 2011

موقع القدس

موقع القدس الجغرافي ومكانته المقدّسة في الديانات السماوية الثلاث

تقع القدس في قلب فلسطين، و جاء اختيار هذا المكان لموقعه الحصين فهو محاط بالأودية من الشرق و الغرب و الجنوب فشكلت هذه الأودية خطوطا دفاعية عن المدينة ،و قد أقيمت القدس على خمسة تلال هي :1- تل موريا أو الصخرة 2- تل الظهور3- تل زيتا4- تل اكرا 5- و جبل صهيون ،و تبعد القدس 50كم عن البحر الأبيض المتوسط لذا فان مناخها هو مناخه،و ترتفع القدس 850م عن سطح البحر،و تتوسط القدس المدن الفلسطينية الهامة مثل حيفا و يافا و صفد و نابلس شمالا و الخليل و بيت لحم و غزة و بئر السبع جنوبا، بما اكسبها أهمية إستراتيجية تجارية و عسكرية ، و كان يسكن بلاد الشام منذ الألف الرابعة قبل الميلاد ،الأموريون و الكنعانيون، و هم أصلا من الجزيرة العربية هاجروا منها بحثا عن الماء و الأرض الخصبة بعد أن أصاب بلادهم الجفاف ،و استوطن الكنعانيون فلسطين ،و كانت لهم حضارة راقية فقد عرفوا معدات النحاس و البرونز و الزراعة، و الصناعة مثل صناعة المنسوجات و النبيذ و الأصباغ و الزجاج و عرفوا فن البناء خاصة بناء القلاع ،و الأعمال الهندسية و اخترعوا السفينة ،و برعوا في التجارة و اوجدوا نظام الحساب ،ووضعوا الحروف الهجائية ،قام بنقلها الآراميون إلى أنحاء آسيا ،و نقلها الفينيقيون إلى أوروبا ، و قد بنى الكنعانيون المدن و أعطوها الأسماء ،فقد عثر علماء الآثار في معبد الكرنك في مصر على قائمة تتضمن اسماء 119 مدينة و من هذه المدن (يافا)ومجدو(تل المتسلم)،الخليل (أربع) وأريحا،واسدود،و عكا(عكو)وغزة،و شكيم(نابلس)،عسقلان و بيسان،وحطين،و يصف المؤرخ جون برستيد هذه المدن بانها (مدن من البيوت المترفة فيها الصناعة،و التجارة،و الكتابة،و المعابد،و منها الحضارة)أما المؤرخ و عالم الآثار اولبرايت فانه يؤكد (بان الكنعانيين كانوا الأساس في تكوين الحضارة في مدينة القدس).

و الكنعانيين عبارة عن قبائل ذكر ثلاث منها في التوراة و هذه القبائل هي :1-العناقيون 2- الحويون 3-العمالقة 4-الفرزيون 5-الجرجاشيون 6- اليبوسيون.

و اليبوسيين هم بناة يبوس (القدس فيما بعد) نسبة الى جدهم يبوس ،وكان أشهر ملوكهم (ملكي صادق) أو (ملك الصدق) و هو ملك ذكر في التوراة و الإنجيل ،قام ببناء أول مسجد لعبادة الإله الواحد في يبوس ، و قد التقى ملكي صادق إبراهيم عليه السلام عندما مر بفلسطين قادما من العراق في طريقه إلى مصر كذلك التقاه ثانية بعد عودته من مصر ، و قد بارك ملكي صادق إبراهيم قائلا (مبارك إبرام من الله العلي مالك السموات و الأرض)، فقد كان هناك تآلف روحي بينهما الذي يعتبر أول مظاهر ديانة التوحيد ،و قد ورد في قاموس الكتاب المقدس أن (ملكي صادق كان محافظا على سنة الله)،كما ورد اسم إبراهيم في القران الكريم(و اذكر في الكتاب إبراهيم انه كان صديقا نبيا) و يقول اليعقوبي في كتابه (التاريخ)إن إبراهيم ولد في أور جنوب العراق ،أما ابن الأثير فيقول انه ولد في الأهواز ،و قال مؤرخين آخرون انه ولد في مدينة بابل في العراق ،في عهد نمرود الجبار ،فوجد قومه يعبدون الأصنام ،فاعتزلهم ،حتى كبر ،فبعثه الله و علمه الدين ،فدعا قومه لعبادة الله و لكنهم رفضوا دعوته و أرادوا حرقه و لكن الله نجاه ،ثم خرج و معه من امن برسالته إلى حران،ثم إلى ارض كنعان ،ثم إلى مصر،ثم عاد و استقر في حبرون التي أصبح اسمها الخليل نسبة إلى إبراهيم الخليل ،و توفي هناك و دفن هو و آخرين من عائلته في المكفيلة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق